الصقيعة أون لاين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قضیة الغدیر حقیقة تاریخیة

اذهب الى الأسفل

قضیة الغدیر حقیقة تاریخیة Empty قضیة الغدیر حقیقة تاریخیة

مُساهمة  Mutawakil Ajaimey الأربعاء أغسطس 22, 2012 2:22 pm

ان کثيراً من المحدثين و المؤرخين و المفسرين ذکروا أنه ، نزلت آية � يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل اليک من ربّک وان لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمک من الناس والله لا يهدی القوم الکافرين� ( سورة المائدة / ۶۷ ) نزلت الآية يوم الغدير و ذلک يوم ۱۸ من ذی الحجة الحرام سنة العاشرة من الهجرة و فی منطقة تدعی ب �غدير خم� بقرب الجحفة وعند رجوع الرسول الأکرم ( صلی الله عليه و آله و سلم ) من حجّة الوداع . فبعد نزول هذه الآية التی هی امر من الله تبارک و تعالی فی تبليغ الرسالة و اکمالها ، جمع النبی ( ص‌) المسلمين الذين کانوا يرجعون من الحج الی جانب مناطقهم و بلادهم و انتظر حتی جاء الباقی من الحجاج و ذلک فی رابعة النهار و علی رغم تعبهم من السفر و وسط أضواء الشمس و اشعاتها الساخنة و علی ما نقل فی التاريخ أن عدد المسلمين کان مأة الف او يزيدون والنبی الأکرم (صلی الله عليه و آله و سلم )صعد المنبر و ألقی خطابا تامًّا ، فأخذ بيد علی ( عليه السلام ) فرفعها ، حتی نظر الناس الی بياض ابطی رسول الله (ص ) و علی (ع ) ، و قال : � أيها الناس ، ألست أولی منکم بأنفسکم ؟ قالوا : بلی يا رسول الله ، قال من کنت مولاه فعلی مولاه ، أللهم وال من والاه و عاد من عاداه ، وأنصر من نصره وأخذل من خذله و أدر الحق معه کيف ما دار � .

ان نزول آية التبليغ فی حق علی أمير المؤمنين ، مما دلّت عليه الروايات المتواترة فی کتب الحديث ، والتفسير و التأريخ والکلام و الفقه . ونص الأعاظم من الجمهور علی صحة تلک الروايات والوثوق بها والرکون اليها مما لا شک فيه .و قد جمع منها العلامة الأمينی فی کتابه � الغدير � ج۲ ص ۲۵ ، والعلامة الفيروز آبادی فی کتابه � فضائل الخمسة من الصحاح الستة � والعلامة السيد شرف الدين العاملی فی کتابه � المراجعات � و فی کتابه الآخر � النص و الاجتهاد � طائفة لا باس بها من الکتب المعتبرة و المصادر المهمة عند القوم ، فمن اراد التفصيل فاليراجعها و غيرها من کتبهم.

و کذلک حديث الغدير قد نقل فی کثير من المصادر المهمة و المعتبرة عند اهل السنة و الجماعة ، منها : شواهد التنزيل ج۱ / ۱۷ ، الدر االمنثور ج۲ / ۲۹۸ ، فتح القدير ج۳ / ۵۷ ، روح المعانی ج۶ / ۱۶۸ ، المنار ج۶ / ۴۶۳ ، تفسير الطبری ج۶ / ۱۹۸ ، الصواعق المحرقة ص ۷۵ ، تفسير ابن کثيرج۲ / ۱۴ و تاريخ بغداد ج ۸ / ۲۹۰ و غير ذلک من المصادر المعتبرة الاخری.

إن حديث الغدير من الاحاديث المتواترة و نقلها کثير من المصادر المعتبرة سنة و شيعة . أما الخلاف بين علماء الشيعة و السنة في دلالته و علماء اهل السنة يعتقدون أن کلام النبي الأکرم (صلي الله عليه وآله و سلم ) في تلک الواقعة حينما يقول � من کنت مولاه فهذا علي مولاه � ان لکلمة مولي في العبارة عدة معاني في اللغة ‌، منها : الولي کما يقول الرسول ( صلي الله عليه و آله و سلم ): �أيما امراة نکحت بغير اذن مولاها ... � يعني بغير اذن وليها . وفي القران : � ذلک بان الله مولي الذين آمنوا و أن الکافرين لا مولي لهم �

ومنها : العصبة کما في القرآن : � و انّي خفت الموالي من ورائي

ومن المعاني الأخري هي : المعتق و الناصر و مقصود النبي ( صلي الله عليه و آله و سلم ) من کلمة مولي ، اما ناصره علي دينه و حاميا عنه بظاهري و باطني و سري و علانيتي و اما مقصوده ( ص ) من کنت محبوبا عنده و وليا له فعلي مولاه بمعني محبوبه . و الرسول الاکرم ( ص ) لم يبين للمسلمين في خطابه للناس أن مقصوده الامامة و الخلافة و اذا کان مقصوده هذا فيجب عليه أن يبيّن لهم کما بيّن القبلة و عدد رکعات الصلوة و غير ذلک من الشبهات في دلالة الحديث . ثم يقول علماء السنة : من المعلوم أن علي ابن ابي طالب ( ع ) قد بايع ابا بکر بالخلافة بعد وفاة النبي ( ص ) فهل يعقل أن عليا ابن ابي طالب بايع أبا بکر و أخفي حديثاً سمعه من رسول الله ( صلي الله عليه و آله ) يکلّفه بالخلافة و ينصّ فيه خلافته ثم لم يحتجّ عند استخلاف ابي بکر لعمر بانه أحق منه لنص النبي ( ص ) علي امامته و کذلک لماذا شارک في الشوري للخلافة بعد مقتل عمر ابن خطاب ؟

اما الاجابة علي شبهاتهم

اولا ان النبي ( ص ) قال قبل أن يقول � من کنت مولاه فعلي مولاه � قال : الست أولي منکم بأنفسکم ؟ قالوا بلي فقال � من کنت مولاه فهذا علي مولاه � فسؤال النبي من المسلمين : ألست أولي منکم بانفسکم و اجابتهم بکلمة ‌� بلي � له دلالة واضحة علي أن الرسول أراد الولاية المطلقة لنفسه علي المسلمين و هذا اشارة الي الآية القرانية التي تقول � النبي اولي بالمؤمنين من أنفسهم ... � ( احزاب / ۶ ) فبعد هذا السؤال و اجابتهم ، قال لهم : من کنت مولاه فهذا علي مولاه . و هذا قرينة علي أن مقصود النبي کان امامة علي ابن ابي طالب ( عليه السلام ) و ولايته علي المسلمين

القرينة الأخري علي دلالة حديث الغدير في امامة علي ابن ابي طالب ( عليه السلام ) هي أن الرسول الاکرم ( صلي الله عليه و آله و سلم ) قد جمع المسلمين و يعادل عدد المسلمين الراجعون من الحج المجتمعون في الغدير مأة ألف شخصا او يزيدون و قد جمعهم علي رغم تعبهم من السفر و وسط أضواء الشمس و اشعاتها الساخنة و فعل ما فعل . فقضية المحبّة و المودة ليست ذات أهمية کبيرة حتي جمعهم في تلک المنطقة و ليست قضية جديدة لان القرآن الکريم يأمر المسلمين باتخاذ المؤمنين اولياء و امرهم بمودة اهل البيت ( عليهم السلام ) و جعل أجر الرسالة ، مودتهم کما يقول في آية المودة : � قل لا اسئلکم عليه اجرا الا المودة في القربي �

اضافة الي أن الناس بعد ذلک اجتمعوا حول علي ابن ابي طالب للتبريک و کانوا يبارکوه و حتي جائه عمر ابن خطاب و قال بخّ بخّ لک يابن أبي طالب اصبحت مولاي و مولي کل مؤمن ومؤمنة و الناس لا زالوا يبايعوه و يبارکوه . و في هذه المراسيم قد أنشد بعض الشعراء أشعارهم بامر من النبي ( ص ) في شأن و مناقب علي ابن ابي طالب (عليه السلام ).

هذه قضية الغدير الواضحة دلالتها والتي لا ابهام و لا تعقيد فيها و اما ما وقع في التاريخ فلا يمکنه ان يغيّر الحقيقة و ان الشيعة لا يجعلون التاريخ و الاحداث التاريخية محکاّ لدينهم بل يراجعون الي الکتاب و السنة الصحيحة و العترة النبوية و يطبقون عقائدهم علي وفق هذه المنابع .


Mutawakil Ajaimey

المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 06/08/2012
العمر : 54
الموقع : جدة-المملكة العربية السعودية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى