أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
الصقيعة أون لاين :: صور وفيديو وموضوعات عن الصقيعة :: . منوعات عن الصقيعة :: دروس مهمة :: مواضيع اسلامية دينية
صفحة 1 من اصل 1
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلقد تميزت شخصية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تميزًا سريعًا بما يأخذ بلب الباحث المطلع، فهي الفقيهة الحافظة، والمعلمة المربية، والزوجة الصالحة، والتقية العابدة، والصديقة المجاهدة .
شرف الأصل وعراقة النسب
أبوها : هو أبو بكر الصديق التيمي رضي الله عنه، وأمها : أم رومان بنت عامر الكنانية رضي الله عنها، فهي عربية قرشية، يلتقي نسبها مع نسب النبي صلى الله عليه وسلم في جدها السابع من جهة أبيها، ومن جهة أمها في الجد الحادي عشر .
ولدت في الإسلام فلم تعرف الجاهلية
لم ترو لنا كتب التاريخ والسير تاريخ ولادة عائشة رضي الله عنها بالضبط، فقيل : ولدت في العام الرابع من البعثة، وقيل : في الخامس، روى البخاري في " صحيحه " أنها رضي الله عنها قالت : " لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ " .
زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة وحياً من الله تعالى
في " الصحيحين " عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " أُرِيتُكِ فِى الْمَنَامِ ثَلاَثَ لَيَالٍ، جَاءَنِى بِكِ الْمَلَكُ فِى سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ : " هَذِهِ امْرَأَتُكَ "، فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ، فَإِذَا أَنْتِ هِىَ، فَأَقُولُ : " إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ " .
قال الإمام البغوي رحمه الله في " شرح السنة " (14/147) : " " سرقة من حريرٍ " أي : شقُةٌ منها، وهي اسم للأبيض، وقيل : هي كلمةٌ فارسيةٌ، وأصلها " سره " يعني : الجيد " . أ . هـ .
وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بكراً، ولم يتزوج بكرًا غيرها، ففي " الصحيحين " عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : " تَزَوَّجَنِى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، وَبَنَى بِى وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ " .
وبهذا الزواج المبارك صارت رضي الله عنها أمًا للمؤمنين، وهذا شرف خاص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى : ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب/6] .
أحب النساء لقلب النبي صلى الله عليه وسلم
عاشت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في كنف النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين، نعمت فيها بصحبته صلى الله عليه وسلم، وأحبها رسول الله حباً ما أحبه لغيرها من نسائه في زمانها ، ففي " الصحيحين "
عن عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: " أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ "، قَالَ : " عَائِشَةُ "، فَقُلْتُ : " مِنْ الرِّجَالِ ؟ "، فَقَالَ : " أَبُوهَا "، قُلْتُ : " ثُمَّ مَنْ ؟ "، قَالَ : " ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ "، فَعَدَّ رِجَالًا .
نبذة من فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
(1) النبي يذكر فضلها مع من كمُلنَّ من النساء .
في " الصحيحين " عَنْ أَبِى مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرُ : مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ، وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " .
(2) هي زوجته في الدنيا والآخرة .
روى الترمذي وغيره ـ وصححه الشيخ الألباني رحمه الله ـ عن عائشة رضي الله عنها : أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال : " هذه زوجتك في الدنيا والآخرة " .
وأخرج الحاكم في " المستدرك " ـ وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح ـ من حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لها : " أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة ؟ "، قلت : " بلى، والله "، قال : " فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة " .
وروى البخاري في " صحيحه " عن عَمَّار بْنَ يَاسِرٍ رضي الله عنهما أنه قال عن عائشة رضي الله عنها : " وَاللَّهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " (7/108) : " فلعل عماراً كان سمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم " . أ . هـ .
(3) تولى الله تعالى الدفاع عنها بأن أنزل براءتها في آيات تتلي في كتابه العزيز، وذلك لما تكلم في عرضها المنافقون .
قال تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) ﴾ [سورة النور].
(4) نزول الوحي والنبي في فراشها .
ولم يكن ذلك لامرأة سواها من نساء النبي صلى الله عليه وسلم .
روى البخاري في "صحيحه " من حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم سلمة رضي الله عنها : " يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ؛ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا " .
(5) جبريل عليه السلام يسلم على عائشة رضي الله عنها .
في " الصحيحين " عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا : " يَا عَائِشَ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ "، فَقُلْتُ : " وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ "، تَرَى مَا لَا أَرَى، تُرِيدُ : رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
(6) نزول آية التيمم بسبب عائشة رضي الله عنها .
في " الصحيحين " عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً فَهَلَكَتْ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا، فَأَدْرَكَتْهُمْ الصَّلَاةُ فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَلَمَّا أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ : " جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا، فَوَ اللَّهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا، وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةً " .
(7) حب النبي صلى الله عليه وسلم أن يمرض في بيتها، ومات ورأسه بين سحرها ونحرها، ودفن في بيتها .
في " الصحيحين " عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : " إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَتَعَذَّرُ فِي مَرَضِهِ أَيْنَ أَنَا الْيَوْمَ ؟، أَيْنَ أَنَا غَدًا ؟، اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَةَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي قَبَضَهُ اللَّهُ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَدُفِنَ فِي بَيْتِي " .
( أن الله تعالى جمع بين ريقها وريق النبي صلى الله عليه وسلم عند موته .
روى البخاري في " صحيحه " عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : " تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَكَانَتْ إِحْدَانَا تُعَوِّذُهُ بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ، فَذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَقَالَ : " فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى، فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى "، وَمَرَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَفِي يَدِهِ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ بِهَا حَاجَةً فَأَخَذْتُهَا، فَمَضَغْتُ رَأْسَهَا وَنَفَضْتُهَا، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، فَاسْتَنَّ بِهَا كَأَحْسَنِ مَا كَانَ مُسْتَنًّا، ثُمَّ نَاوَلَنِيهَا فَسَقَطَتْ يَدُهُ أَوْ سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ، فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ الْآخِرَةِ " .
منزلة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عند الصحابة
كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم جميعاً يعرفون لعائشة قدرها الرفيع ومكانتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويدل على ذلك ما ذكره الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (2/187) عن مطرف بن طريف، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، قال : فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف، وزاد عائشة ألفين، وقال : " إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
وفي " الصحيحين " أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لابنته حفصة رضي الله عنها : " لَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هِيَ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، يُرِيدُ : عَائِشَةَ .
وذكر صاحب " سير أعلام النبلاء " (2/177) عن عاصم بن كليب، عن أبيه قال : انتهينا إلى علي رضي الله عنه فذكر عائشة، فقال : " خليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم "، ثم قال الذهبي : " هذا حديث حسن، وهذا يقوله أمير المؤمنين في حق عائشة مع ما وقع بينهما، فرضي الله عنهما " .
وختاماً: عاشت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حياة حافلة بالأحداث، صابرة مجاهدة محتسبة، تنشر علم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونُقِلَ عنها كما يذكر من أرخوا لحياتها من المرويات (2210 )، وقد راجعت بعض الصحابة في عدد من المسائل، فروى الترمذي في " سننه " ـ ـ عن أبي موسى رضي الله عنه قال : " ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً " .
وكان وفاتها كما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله في " الإصابة " (8/20) : " في سنة ثمان وخمسين في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان عند الأكثر، وقيل : سنة سبع ذكره، علي بن المديني عن ابن عيينة، عن هشام بن عروة، ودفنت بالبقيع " فرضي الله عنها وعن أبيها وعن سائر الصحابة.
فلقد تميزت شخصية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تميزًا سريعًا بما يأخذ بلب الباحث المطلع، فهي الفقيهة الحافظة، والمعلمة المربية، والزوجة الصالحة، والتقية العابدة، والصديقة المجاهدة .
شرف الأصل وعراقة النسب
أبوها : هو أبو بكر الصديق التيمي رضي الله عنه، وأمها : أم رومان بنت عامر الكنانية رضي الله عنها، فهي عربية قرشية، يلتقي نسبها مع نسب النبي صلى الله عليه وسلم في جدها السابع من جهة أبيها، ومن جهة أمها في الجد الحادي عشر .
ولدت في الإسلام فلم تعرف الجاهلية
لم ترو لنا كتب التاريخ والسير تاريخ ولادة عائشة رضي الله عنها بالضبط، فقيل : ولدت في العام الرابع من البعثة، وقيل : في الخامس، روى البخاري في " صحيحه " أنها رضي الله عنها قالت : " لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ " .
زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة وحياً من الله تعالى
في " الصحيحين " عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " أُرِيتُكِ فِى الْمَنَامِ ثَلاَثَ لَيَالٍ، جَاءَنِى بِكِ الْمَلَكُ فِى سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ : " هَذِهِ امْرَأَتُكَ "، فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ، فَإِذَا أَنْتِ هِىَ، فَأَقُولُ : " إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ " .
قال الإمام البغوي رحمه الله في " شرح السنة " (14/147) : " " سرقة من حريرٍ " أي : شقُةٌ منها، وهي اسم للأبيض، وقيل : هي كلمةٌ فارسيةٌ، وأصلها " سره " يعني : الجيد " . أ . هـ .
وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بكراً، ولم يتزوج بكرًا غيرها، ففي " الصحيحين " عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : " تَزَوَّجَنِى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، وَبَنَى بِى وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ " .
وبهذا الزواج المبارك صارت رضي الله عنها أمًا للمؤمنين، وهذا شرف خاص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى : ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب/6] .
أحب النساء لقلب النبي صلى الله عليه وسلم
عاشت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في كنف النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين، نعمت فيها بصحبته صلى الله عليه وسلم، وأحبها رسول الله حباً ما أحبه لغيرها من نسائه في زمانها ، ففي " الصحيحين "
عن عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: " أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ "، قَالَ : " عَائِشَةُ "، فَقُلْتُ : " مِنْ الرِّجَالِ ؟ "، فَقَالَ : " أَبُوهَا "، قُلْتُ : " ثُمَّ مَنْ ؟ "، قَالَ : " ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ "، فَعَدَّ رِجَالًا .
نبذة من فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
(1) النبي يذكر فضلها مع من كمُلنَّ من النساء .
في " الصحيحين " عَنْ أَبِى مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرُ : مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ، وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " .
(2) هي زوجته في الدنيا والآخرة .
روى الترمذي وغيره ـ وصححه الشيخ الألباني رحمه الله ـ عن عائشة رضي الله عنها : أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال : " هذه زوجتك في الدنيا والآخرة " .
وأخرج الحاكم في " المستدرك " ـ وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح ـ من حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لها : " أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة ؟ "، قلت : " بلى، والله "، قال : " فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة " .
وروى البخاري في " صحيحه " عن عَمَّار بْنَ يَاسِرٍ رضي الله عنهما أنه قال عن عائشة رضي الله عنها : " وَاللَّهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " (7/108) : " فلعل عماراً كان سمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم " . أ . هـ .
(3) تولى الله تعالى الدفاع عنها بأن أنزل براءتها في آيات تتلي في كتابه العزيز، وذلك لما تكلم في عرضها المنافقون .
قال تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) ﴾ [سورة النور].
(4) نزول الوحي والنبي في فراشها .
ولم يكن ذلك لامرأة سواها من نساء النبي صلى الله عليه وسلم .
روى البخاري في "صحيحه " من حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم سلمة رضي الله عنها : " يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ؛ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا " .
(5) جبريل عليه السلام يسلم على عائشة رضي الله عنها .
في " الصحيحين " عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا : " يَا عَائِشَ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ "، فَقُلْتُ : " وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ "، تَرَى مَا لَا أَرَى، تُرِيدُ : رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
(6) نزول آية التيمم بسبب عائشة رضي الله عنها .
في " الصحيحين " عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً فَهَلَكَتْ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا، فَأَدْرَكَتْهُمْ الصَّلَاةُ فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَلَمَّا أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ : " جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا، فَوَ اللَّهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا، وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةً " .
(7) حب النبي صلى الله عليه وسلم أن يمرض في بيتها، ومات ورأسه بين سحرها ونحرها، ودفن في بيتها .
في " الصحيحين " عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : " إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَتَعَذَّرُ فِي مَرَضِهِ أَيْنَ أَنَا الْيَوْمَ ؟، أَيْنَ أَنَا غَدًا ؟، اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَةَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي قَبَضَهُ اللَّهُ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَدُفِنَ فِي بَيْتِي " .
( أن الله تعالى جمع بين ريقها وريق النبي صلى الله عليه وسلم عند موته .
روى البخاري في " صحيحه " عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : " تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَكَانَتْ إِحْدَانَا تُعَوِّذُهُ بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ، فَذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَقَالَ : " فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى، فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى "، وَمَرَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَفِي يَدِهِ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ بِهَا حَاجَةً فَأَخَذْتُهَا، فَمَضَغْتُ رَأْسَهَا وَنَفَضْتُهَا، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، فَاسْتَنَّ بِهَا كَأَحْسَنِ مَا كَانَ مُسْتَنًّا، ثُمَّ نَاوَلَنِيهَا فَسَقَطَتْ يَدُهُ أَوْ سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ، فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ الْآخِرَةِ " .
منزلة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عند الصحابة
كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم جميعاً يعرفون لعائشة قدرها الرفيع ومكانتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويدل على ذلك ما ذكره الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (2/187) عن مطرف بن طريف، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، قال : فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف، وزاد عائشة ألفين، وقال : " إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
وفي " الصحيحين " أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لابنته حفصة رضي الله عنها : " لَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هِيَ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، يُرِيدُ : عَائِشَةَ .
وذكر صاحب " سير أعلام النبلاء " (2/177) عن عاصم بن كليب، عن أبيه قال : انتهينا إلى علي رضي الله عنه فذكر عائشة، فقال : " خليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم "، ثم قال الذهبي : " هذا حديث حسن، وهذا يقوله أمير المؤمنين في حق عائشة مع ما وقع بينهما، فرضي الله عنهما " .
وختاماً: عاشت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حياة حافلة بالأحداث، صابرة مجاهدة محتسبة، تنشر علم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونُقِلَ عنها كما يذكر من أرخوا لحياتها من المرويات (2210 )، وقد راجعت بعض الصحابة في عدد من المسائل، فروى الترمذي في " سننه " ـ ـ عن أبي موسى رضي الله عنه قال : " ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً " .
وكان وفاتها كما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله في " الإصابة " (8/20) : " في سنة ثمان وخمسين في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان عند الأكثر، وقيل : سنة سبع ذكره، علي بن المديني عن ابن عيينة، عن هشام بن عروة، ودفنت بالبقيع " فرضي الله عنها وعن أبيها وعن سائر الصحابة.
Mutawakil Ajaimey- المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 06/08/2012
العمر : 54
الموقع : جدة-المملكة العربية السعودية
مواضيع مماثلة
» صور من اعجاز الله في الكون "جسم النملة"
» سئل آحد الصالحين رحمه الله عن :
» إفتح قلبك لحب الله تعالى
» هذا عيدكم الانتباهة: اسحاق فضل الله
» صور من اعجاز الله في الكون "جسم النملة"
» سئل آحد الصالحين رحمه الله عن :
» إفتح قلبك لحب الله تعالى
» هذا عيدكم الانتباهة: اسحاق فضل الله
» صور من اعجاز الله في الكون "جسم النملة"
الصقيعة أون لاين :: صور وفيديو وموضوعات عن الصقيعة :: . منوعات عن الصقيعة :: دروس مهمة :: مواضيع اسلامية دينية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى